إســطــنــــبـــول ___ بريشة الفنــان د. فــرغلي عبد الحفيظ
******
******
الترقب ... الفضول ... المتابعة الحثيثة ... كانت هذه هي الأحاسيس التى سيطرت و هيمنت علي نواميس اللقاء الأوّل بينى و بين مدينة اسطنبول التركية ، المدينة التاريخية العتيقة ... المدينة التى استحوزت علي اللقاء الكونى المتميز الذي يجمع بين قارتي أوروبا و آسيا ... المدينة التي يتراكم فوق أراضيها حضور حضاري شديد التنوع ... فقد تأسست رومانيـاً ثم تحولت إلي مدينة بيزنطية ( مدينة القسطنطينية ) ثم تحولت إلي مدينة إسلامية ... هي اليوم مدينة عصرية عالمية ذات مذاق خاص ... سعيت إليها و تشوّقت للقائها الذي بدأ غامضاً بعض الشئ ... فقد كنت ملماً بقدر من المعارف التى تخص ملامحها البصرية و التاريخية ، إلا أننى لم أكن ملماً أو عارفاً ببواطنها الروحية و لذلك ظللت أتابع التمعن للكشف عن مناظيرها الروحية حتى بعد انتهاء زيارتى لها ، و بعد مرور عامين كاملين بدأت أخاطبها عن قرب ... بدأت أتــَـكـَـشـَّـف مصادر القوة في شخصيتها و أتلقي ذبذبات الشجن الذي يسمح بالتعامل مع معطياتها الفنية ... بدأت أحاورها و أتعامل معها في حضور وهج الجذور المصرية القديمة التى أمتلكها و هنا بدأت اسطنبول تستجيب و يتحوّل اللقاء الغامض إلي فعل جمالي جد دافئ و أخاذ ، و ذابت الحواجز التى كانت تعطل التوحد بين مكوناتها الحضارية المتراكمة ... إنها اسطنبول التركية تـَـخـَـلـَّــقـَت بفؤاد و عيون مصرية عند بدايات القرن الواح و العشرين .
بقلم : د. فـرغلي عبد الحفيظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق